نادي خبراء أسبوع الطاقة الروسي: ” العقوبات تقيّد الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي”
الخبراء الروس والإيرانيون يتفقون: “القواعد المنظمة يمكنها زيادة الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي”
اتفق الخبراء الذين حضروا المؤتمر المشترك بين نادي الخبراء المندرج ضمن فعاليات منتدى أسبوع الطاقة الروسي (REW) والمعهد الدولي للدراسات الإيرانية في مجال الطاقة (MIEI) على أن إنشاء تنظيمات سوقية سيؤدي إلى زيادة استهلاك الغاز الطبيعي على المستوى العالمي.
مينا نيوزواير: دبي – تم عقد مؤتمر مشترك بين نادي الخبراء المندرج ضمن فعاليات منتدى أسبوع الطاقة الروسي (REW) والمعهد الدولي للدراسات الإيرانية في مجال الطاقة (MIEI) تحت عنوان “تشكيل مستقبل نظام الطاقة الجديد: المصالح المشتركة والتهديدات”، والذي تم عقده في طهران. وقد اتفق الخبراء من الحضور في هذه الفعالية على أن “إنشاء تنظيمات سوقية مشابهة لتلك الموجودة في منظمة الدول المصدرة للنفط (OPEC+)، بالإضافة إلى وجود مؤسسات مالية وتأمينية مستقلة، سيؤدي ذلك إلى زيادة الاستهلاك العالمي للغاز، بما في ذلك في الأسواق الآسيوية.
يعتقد الخبراء أن هذه المؤسسات يمكن أن تكون جزءًا من منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) أو مجموعة BRICS (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) والتي ستشهد طلبًا متزايدًا على الغاز خلال 20 إلى 30 عامًا المقبلة. ومع ذلك، ولكنها تواجه في الوقت الحالي بعض القيود نتيجةً لنقص البنية التحتية الضرورية وعدم توفر الموارد المتاحة في السوق العالمية.
يقول ليونيد كروتاكوف، كبير المحاضرين في الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي: “على الرغم من التحديات الموجودة، إلا أن إنشاء بيئة مستقلة محمية من العقوبات أو التنظيم الاصطناعي للأسعار عن طريق تكوين علاقات طويلة الأمد بين المصدرين والمستهلكين سيعزز استثمارات الغاز والإنتاج والاستهلاك ويسرع منها. ويترتب على ذلك انخفاض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.”
منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) ومجموعة BRICS (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) ستشكلان أكثر من 40% من احتياطيات الغاز المثبتة في العالم
يقول سيرجي كابيتونوف، خبير الغاز في مركز Skoltech للمشروعات الخاصة بانتقال الطاقة، والممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات: “تجمع منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) ومجموعة BRICS (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) بين أكبر المستهلكين والمنتجين. ويشير ذلك إلى أنه يمكن توفير ضمانات طويلة الأمد للاستثمار والإنتاج والاستهلاك ونظام التسوية من خلال إيجاد الظروف الملائمة لسوق مستقرة.”
“بالإضافة إلى ذلك، ستشكل الدول الأعضاء أكثر من 40% من احتياطيات الغاز المثبتة في العالم، والتي تتميز أيضًا بأنها موزعة بشكل كثيف جغرافيًا، وذلك مع زيادة عدد الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO) ومجموعة BRICS (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا).”
الطلب العالمي على الغاز الطبيعي سيشهد نموًا بنسبة 36%
وفقًا للتوقعات طويلة الأمد لمنتدى الدول المصدرة للغاز(GECF)، فمن المتوقع أن يشهد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي نموًا يبلغ 36% بحلول عام 2050 مقارنةً بمستويات عام 2021، أو بمقدار 1,435 مليار متر مكعب. وستقود دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ النمو (بنسبة تزيد عن 78%) بحلول عام 2050، تليها دول الشرق الأوسط (بنسبة تزيد عن 60%) وأفريقيا (بنسبة تزيد عن 152%). فوفقًا لتوقعات منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، من المتوقع أن يتضاعف الاستهلاك في أمريكا اللاتينية، بينما من المتوقع أن ينخفض في أوروبا بنسبة 37%.
يقول أليكسي غريفاش، المدير العام المساعد في صندوق الأمن الوطني للطاقة: “يمكن أن تكون نسب النمو أعلى إذا أصبح السوق أكثر توقعًا بالنسبة للمستهلك. وإذا ارتفع سعر الغاز إلى 2,000 – 3,000 دولار أمريكي لكل ألف متر مكعب، فلن يقوم أي شخص بتنمية اقتصاد قائم على استهلاك الغاز”.
“على نفس النحو، يواجه المنتجون صعوبات فيما يتعلق بتخطيط الاستثمار في عملية الإنتاج والبنية التحتية المتعلقة بعمليات المعالجة والنقل، وذلك عندما تنخفض أسعار السوق إلى مستويات تصل إلى 50- 100 دولار لكل ألف متر مكعب، كما حدث خلال أزمة الحجر الصحي في عام 2020.”
الفحم يخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 50% تقريبًا
وفقًا للإعلان الصادر عن نادي الخبراء المندرج ضمن فعاليات منتدى أسبوع الطاقة الروسي (REW)، فإن هناك دائمًا بديلًا في السوق. ففي الوقت الحالي، يتمثل هذا البديل في الفحم، وهو أقل تكلفة وأكثر وفرة، ويتم توفيره بسهولة حتى للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي أغلقت محطات توليد الكهرباء بالفحم مؤخرًا، ولكن زادت إنتاجها خلال أزمة الطاقة. ولكن سيؤدي التحول من استخدام الفحم إلى الغاز إلى تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 50% تقريبًا، وذلك مع الحفاظ على موثوقية إمدادات الطاقة.
ونظرًا لأن احتياطيات الغاز الطبيعي المثبتة في العالم تبلغ 50 ضعف نسبة الإنتاج الحالي، فإن هذه المادة الخام ستظل جاذبة لقطاعات أخرى في الاقتصاد، بما في ذلك قطاع النقل والصناعة الكيميائية.
نبذة عن النادي المندرج ضمن فعاليات أسبوع الطاقة الروسي (REW)
يعد نادي أسبوع الطاقة الروسي (REW) منبرًا للمناقشات، ويندرج ضمن فعاليات منتدى أسبوع الطاقة الروسي (REW)، حيث يهدف لجمع مجتمع الخبراء والعلماء ومحللي شركات الطاقة والإدارة. ويتم عقد المنتدى، الذي تأسس في عام 2016 بمبادرة من وزارة الطاقة الروسية، سنويًا في موسكو في قاعة معارض Manezh المركزية. وفي عام 2022، تم عقد أكثر من 70 فعالية في أسبوع الطاقة الروسي (REW)، وقد حضره أكثر من 270 متحدثًا يمثلون الهيئات الحكومية والشركات الرائدة. وشارك في فعالية أسبوع الطاقة الروسي لعام 2022 أكثر من 3000 ضيف من روسيا و83 دولة ومنطقة أخرى. ويستضيف المنتدى مؤسسة (Roscongress) ووزارة الطاقة الروسية، وذلك بالتعاون مع حكومة موسكو.